الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
أي جنيتُ لكَ، وجعلُ البارزِ تأكيداً للمستكنِّ مما لا يليقُ بجزالةِ التنزيلِ ولعلَّ ذكرَ الكيلِ والوزنِ في صورةِ الإخسارِ والاقتصار على الاكتيالِ في صورةِ الاستيفاءِ لما أنهم لم يكونوا متمكنينَ من الاحتيالِ عند الاتزانِ تمكنهم منه عند الكيلِ والوزنِ، وعدمُ التعرضِ للمكيلِ والموزونِ في الصورتينِ لأن مساقَ الكلامِ لبيانِ سوءِ معاملتِهم في الأخذِ والإعطاءِ لا في خصوصيةِ المأخوذِ والمُعطَى.وقوله تعالى: {أَلا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ} استئنافٌ واردٌ لتهويلِ ما ارتكبُوه من التطفيفِ والتعجيبِ من اجترائِهم عليهِ وأولئكَ إشارةٌ إلى المطففينَ ووضعُه موضعَ ضيمرِهم للإشعارِ بمناطِ الحُكمِ الذي هُو وصفُهم فإنَّ الإشارةَ إلى الشيءِ متعرضةٌ له من حيثُ اتِّصافُه بوصفِه وأما الضمير فلا يتعرضُ لوصفِه وللإيذانِ بأنَّهم ممتازونَ بذلكَ الوصفِ القبيحِ عن سائرِ النَّاسِ أكملَ امتيازٍ نازلونَ منزلةَ المشارِ إليها إشارةً حسيةً، وما فيهِ منَ مَعْنى البُعدِ للإشعارِ ببُعدُ درجتِهم في الشَّرارةِ والفسادِ أي ألا يظنُّ أولئكَ الموصوفونَ بذلكَ الوصفِ الشنيعِ الهائلِ أنَّهم مبعوثونَ {لِيوم عَظِيمٍ} لا يُقادَرُ قدرُ عِظَمِه وعِظَمِ ما فيهِ ومحاسبونَ فيهِ على مقدارِ الذرةِ والخردلةِ فإنَّ من يظنُّ ذلكَ وإن كان ظنا ضعيفاً متاخماً للشكِّ والوهمِ لا يكادُ يتجاسرُ على أمثالِ هاتيكَ القبائحِ فكيفَ بمن تيقنُه وقوله تعالى: {يوم يَقُومُ الناس لِرَبّ العالمين} أي لحُكمِه وقضائِه منصوبٌ بإضمارِ أعنِي وقيلَ بمبعوثونَ أو مرفوعُ المحلِّ خبراً لمبتدأٍ مضمرٍ أو مجرورٌ بدلاً من يوم عظيمٍ مبنيٌّ على الفتحِ لإضافتِه إلى الفعلِ وإنْ كانَ مضارعاً كما هو رأيُ الكوفيينَ ويؤيد الأخيرينِ القراءة بالرفعِ وبالجَرِّ. وفي هَذا الإنكارِ والتعجيبِ وإيرادِ الظنِّ ووصفِ اليوم بالعِظمِ وقيامِ الناسِ فيه كافَّة لله تعالى خاضعينَ ووصفِه تعالى بربوبيةِ العاليمنَ من البيانِ البليغِ لعظمِ الذنبِ وتفاقمِ الإثمِ فِي التطفيفِ وأمثالِه ما لا يخفى.{كَلاَّ} ردعٌ عما كانُوا عليهِ من التطفيفِ والغفلةِ عن البعثِ والحسابِ وقوله تعالى: {إِنَّ كتاب الفجار لَفِى سجين} الخ. تعليل للردع أو وجوب الارتداعِ بطريقِ التحقيقِ و{سجين} علمٌ لكتاب جامعٍ هو ديوانُ الشرِّ دْوّنَ فيه أعمالُ الشياطينِ وأعمالُ الكفرةِ والفسقةِ من الثقلينِ، منقول من وصفٍ كحاتمٍ، وأصلُه فِعِّيلٌ من السجنِ وهو الحبسُ والتضييقُ لأنَّه سببُ الحبسِ والتضييقِ في جهنَمَ أو لأنَّه مطروحٌ كما قيلَ تحتَ الأرضِ السابعةِ في مكانٍ مُظلمٍ موحشٍ وهو مسكنُ إبليسَ وذريتِه فالمَعْنى أنَّ كتاب الفجَّارِ الذينَ من جُمْلتِهم المطففونَ أي ما يكتبُ من أعمالِهم أو كتابةَ أعمالِهم لفي ذلكَ الكتاب المُدونِ فيه قبائحُ أعمالِ المذكورينَ.وقوله تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا سجين} تهويلٌ لأمرِه أي هُو بحيثُ لا يبلغه درايةُ أحدٍ.وقوله تعالى: {كتاب مرقوم} أي مسطورٌ بينُ الكتابةِ أو معلَّمٌ يعلُم مَنْ رآهُ أنه لا خيرَ فيه وقيلَ: هو اسمُ المكانِ والتقديرُ ما كتاب السجين أو محلُّ {كتاب مرقوم}. وقوله تعالى: {وَيْلٌ يومئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ} متصلٌ بقوله تعالى: {يوم يَقُومُ الناس لِرَبّ العالمين} وما بينهما اعتراضٌ وقوله تعالى: {الذين يُكَذّبُونَ بِيوم الدين} إما مجرورٌ على أنه صفةٌ ذامةٌ للمكذبينَ أو بدلٌ منه أو مرفوعٌ أو منصوبٌ على الذمِّ.{وَمَا يُكَذّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ} أي متجاوزِ عن حدودِ النَّظرِ والاعتبارِ غالٍ في التقليدِ حتَّى استقصرَ قُدرةَ الله تعالى وعلمَهُ عنِ الإعادةِ مع مشاهدتِه للبدءِ {أَثِيمٍ} أي منهمكٍ في الشهواتِ المخدجةِ الفانيةِ بحيثُ شغلتْهُ عمَّا وراءَها منَ اللذاتِ التامةِ الباقيةِ وحملتْه على إنكارِها.{إِذَا تتلى عَلَيْهِ ءاياتنا} الناطقةُ بذلكَ {قال} من فرطِ جهلهِ وإعراضِه عن الحقِّ الذي لا محيدَ عنْهُ {أساطير الأولين} أي هي حكاياتُ الأولينَ قال الكلبيُّ المرادُ بالمُعتدي الأثيمِ هو الوليدُ بنُ المغيرةِ، وقيلَ: النَّضرُ بنُ الحارثِ، وقيلَ عامٌّ لكلِّ منَ اتصفَ بالأوصافِ المذكورةِ، وقرئ إذَا يُتلى بتذكيرِ الفعلِ، وقرئ {أَإِذَا تُتلى} على الاستفهامِ الإنكاريِّ.{كَلاَّ} ردعٌ للمعتدي الأثيمِ عن ذلكَ القول الباطلِ وتكذيبٌ له فيهِ. وقوله تعالى: {بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} بيانٌ لما أدَّى بهم إلى التفوهِ بتلكَ العظيمةِ أي ليسَ في آياتِنا ما يصحُّ أنْ يقال في شأنِها مثلُ هذه المقالاتِ الباطلةِ بلْ رَكِبَ على قلوبِهم وغلبَ عليها ما كانُوا بُكسبونَها من الكفرِ والمعاصِي حتى صارتْ كالصدأِ في المرآةِ فحالَ ذاكَ بينُهم وبينَ معرفةِ الحقِّ كما قال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ العبدَ كلما أذنبَ ذنباً حصلَ في قلبِه نكتةٌ سوادءُ حتى يسودَّ قلبُه».ولذلكَ قالوا ما قالوا والرينُ الصدأُ يقال رانَ عليهِ الذنبُ وغانَ عليهِ ريناً وغيناً، ويُقال رانَ فيه النومُ أي رسخَ فيهِ، وقرئ بإدغامِ اللامِ في الراءِ {كَلاَّ} ردعٌ وزجرٌ عن الكسبِ الرائنِ {إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يومئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} فَلا يكادونَ يَرَونَهُ بخلافِ المؤمنينَ، وقيلَ: هو تمثيلٌ لإهانتِهم بإهانةِ من يُحجبُ عن الدخولِ على الملوكِ.وعن ابنِ عبَّاسٍ وقَتَادةَ وابنِ أبي مليكةَ: محجوبونَ عن رحمتِه، وعن ابنِ كيسانَ: عن كرامتِه.{ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ الجحيم} أي داخِلُو النارِ وثمَّ لتراخِي الرتبةِ فإنَّ صلْيَ الجحيم أشدُّ من الإهانةِ والحرمانِ من الرحمةِ والكرامةِ.{ثُمَّ يُقال} لهُم توبيخاً وتقريعاً من جهةِ الزبانيةِ {هذا الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ} فذوقُوا عذابَهُ. اهـ.
وقيل: النون بدل من اللام، والأصل سجيل، مشتقاً من السجل، وهو الكتاب.قال ابن عطية: من قال: إن سجيناً موضع، فـ: {كتاب} مرفوع على أنه خبر إن، والظرف وهو قوله: {لَفِى سجين} ملغى، ومن جعله عبارة عن الكتاب، فـ: {كتاب} خبر مبتدأ محذوف، التقدير: هو كتاب، ويكون هذا الكلام مفسراً لـ: {سجين} ما هو؟ كذا قال.قال الضحاك: {مرقوم} مختوم بلغة حمير، وأصل الرقم الكتابة.قال الشاعر: {وَيْلٌ يومئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ} هذا متصل بقوله: {يوم يَقُومُ الناس لِرَبّ العالمين} وما بينهما اعتراض، والمعنى: ويل يوم القيامة لمن وقع منه التكذيب بالبعث، وبما جاءت به الرسل.ثم بيّن سبحانه هؤلاء المكذبين فقال: {الذين يُكَذّبُونَ بِيوم الدين} والموصول صفة للمكذبين، أو بدل منه {وَمَا يُكَذّبُ بِهِ إِلاَّ كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ} أي: فاجر جائر متجاوز في الإثم منهمك في أسبابه.{إِذَا تتلى عَلَيْهِ ءاياتنا} المنزلة على محمد صلى الله عليه وسلم {قال أساطير الأولين} أي: أحاديثهم وأباطيلهم التي زخرفوها.قرأ الجمهور {إذا تتلى} بفوقيتين.وقرأ أبو حيوة، وأبو السماك، والأشهب العقيلي، والسلمي بالتحتية، وقوله: {كَلاَّ} للردع، والزجر للمعتدي الأثيم عن ذلك القول الباطل، وتكذيب له، وقوله: {بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} بيان للسبب الذي حملهم على قولهم بأن القرآن أساطير الأوّلين.قال أبو عبيدة: {ران على قلوبهم}: غلب عليها ريناً، وريوناً، وكل ما غلبك، وعلاك فقد ران بك، وران عليك.قال الفرّاء: هو أنها كثرت منهم المعاصي والذنوب، فأحاطت بقلوبهم، فذلك الرين عليها.قال الحسن: هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب.قال مجاهد: القلب مثل الكف، ورفع كفه فإذا أذنب انقبض، وضم إصبعه، فإذا أذنب ذنباً آخر انقبض، وضم أخرى حتى ضم أصابعه كلها حتى يطبع على قلبه.قال: وكانوا يرون أن ذلك هو الرين.ثم قرأ هذه الآية.قال أبو زيد: يقال قد رين بالرجل ريناً: إذا وقع فيما لا يستطيع الخروج منه، ولا قبل له به.وقال أبو معاذ النحوي: الرين أن يسودّ القلب من الذنوب، والطبع أن يطبع على القلب، وهو أشدّ من الرين، والإقفال أشدّ من الطبع.قال الزجاج: الرين هو كالصدأ يغشى القلب كالغيم الرقيق، ومثله الغين.ثم كرّر سبحانه الردع، والزجر فقال: {كَلاَّ إِنَّهُمْ عَن رَّبّهِمْ يومئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ} وقيل: كلا بمعنى حقًّا أي: حقًّا إنهم، يعني: الكفار عن ربهم يوم القيامة لا يرونه أبداً.قال مقاتل: يعني: أنهم بعد العرض والحساب لا ينظرون إليه نظر المؤمنين إلى ربهم.قال الحسين بن الفضل: كما حجبهم في الدنيا عن توحيده حجبهم في الآخرة عن رؤيته.قال الزجاج: في هذه الآية دليل على أنّ الله عزّ وجلّ يرى في القيامة، ولولا ذلك ما كان في هذه الآية فائدة.وقال جلّ ثناؤه: {وُجُوهٌ يومئِذٍ نَّاضِرَةٌ إلى رَبّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22، 23] فأعلم جلّ ثناؤه أن المؤمنين ينظرون، وأعلم أن الكفار محجوبون عنه.وقيل: هو تمثيل لإهانتهم بإهانة من يحجب عن الدخول على الملوك.وقال قتادة، وابن أبي مليكة: هو أن لا ينظر إليهم برحمته، ولا يزكيهم.وقال مجاهد: محجوبون عن كرامته، وكذا قال ابن كيسان {ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُواْ الجحيم} أي: داخلو النار، وملازموها غير خارجين منها، وثم لتراخي الرتبة؛ لأن صلي الجحيم أشدّ من الإهانة، وحرمان الكرامة.{ثُمَّ يُقال هذا الذي كُنتُمْ بِهِ تُكَذّبُونَ} أي: تقول لهم خزنة جهنم تبكيتاً وتوبيخاً: هذا الذي كنتم به تكذبون في الدنيا، فانظروه وذوقوه.وقد أخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوّهم، ولا طففوا الكيل إلا منعوا النبات، وأخذوا بالسنين»وأخرج البخاري، ومسلم، وغيرهما عن ابن عمر: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «{يوم يَقُومُ الناس لِرَبّ العالمين} حتى يغيب أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه». وأخرج الطبراني، وأبو الشيخ، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في البعث عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه الآية: {يوم يَقُومُ الناس لِرَبّ العالمين} قال: «فكيف إذا جمعكم الله، كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة لا ينظر إليكم» وأخرج أبو يعلى، وابن حبان، وابن مردويه عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم: «{يوم يَقُومُ الناس لِرَبّ العالمين} بمقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة، فيهون ذلك على المؤمن كتدلي الشمس إلى الغروب إلى أن تغرب» وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود قال: إذا حشر الناس قاموا أربعين عاماً.وأخرجه ابن مردويه من حديثه مرفوعاً.وأخرج الطبراني عن ابن عمر أنه قال: يا رسول الله كم مقام الناس بين يدي ربّ العالمين يوم القيامة؟ قال: «ألف سنة لا يؤذن لهم» وأخرج ابن المبارك في الزهد، وعبد بن حميد، وابن المنذر من طريق شمر بن عطية أن ابن عباس سأل كعب الأحبار عن قوله: {كَلاَّ إِنَّ كتاب الفجار لَفِى سجين} قال: إن روح الفاجر يصعد بها إلى السماء، فتأبى السماء أن تقبلها، فيهبط بها إلى الأرض، فتأبى أن تقبلها، فيدخل تحت سبع أرضين حتى ينتهي بها إلى سجين، وهو خدّ إبليس، فيخرج لها من تحت خد إبليس كتاباً فيختم، ويوضع تحت خد إبليس.وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: {سجين}: أسفل الأرضين.وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة عن النبيّ قال: «الفلق جب في جهنم مغطى، وأما سجين فمفتوح» قال ابن كثير: هو حديث غريب منكر لا يصحّ.وأخرج ابن مردويه عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «{سجين} الأرض السابعة السفلى» وأخرج ابن مردويه عن جابر نحوه مرفوعاً.وأخرج عبد بن حميد، وابن ماجه، والطبراني، والبيهقي في البعث عن عبد الله بن كعب بن مالك قال: لما حضرت كعباً الوفاة أتته أمّ بشر بنت البراء فقالت: إن لقيت ابني، فأقرئه مني السلام، فقال: غفر الله لك يا أمّ بشر نحن أشغل من ذلك، فقالت: أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن نسمة المؤمن تسرح في الجنة حين شاءت، وإن نسمة الكافر في سجين؟» قال: بلى، قالت: فهو ذلك.وأخرج ابن المبارك نحوه عن سلمان.وأخرج أحمد، وعبد بن حميد، والترمذي وصححه، والنسائي، وابن ماجه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه، وابن مردويه، والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «إن العبد إذا أذنب ذنباً نكتت في قلبه نكتة سوداء، فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه، وإن عاد زادت حتى تغلف قلبه، فذلك الران الذي ذكره الله سبحانه في القرآن: {كَلاَّ بَلْ رَانَ على قُلُوبِهِمْ مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ}». اهـ.
|